تحديات مابعد الحرب..
يمنات
محمد اللوزي
يوما ما ستضع الحرب أوزارها مهماكانت دوافع اشعالها عند البعض وجعل أوارها منتشرا، ومهما تفنن مروجو هذه الحرب على إضرامها كمصدر ثراء وسوق سوداء وتجارة احتكار بعناوين ويافطات وطنية ودينية.
يوما ما سيجد الجميع انفسهم أمام السلام وجها لوجه، قد يقلق هذا بعض القوى المستفيدة ولكنه في المقابل عرس شعب تعب معاناة وتخريجات للدم والدموع.
ومالم يحسب له. هو مابعدالحرب، وتحولات القادم، التي قد تكون أخطر بكثير من زمن الحرب، فجبهات المقاتلين وهم بمئات الآلاف سيجدون انفسهم في بطالة وفراغ كبيرين، وسيقعون فريسة الفقر والمعاناة وخيبة ماذهبوا من أجله، والكثير من الجرحى والمعوقين وأسر الشهداء سيجدون انفسهم في صراع حقيقي بين ماكانوا يحلمون به ويعيشونه واقعا مريرا. وسيجد القائمون على هذه البلاد انفسهم أمام معضلات الفقر والبطالة الواسعة، وما يعيشونه من رفاه ينظر إليه الكادحون بأنه يمثل استفزازا لاقبل لهم به. ستجد ذات الفئات التي اغتنت من الحرب نفسها في حالة صراع بين مزيد من تكوين الثروة وبين انتفاء مبررات عناوين اشتغلوا عليها.( العدوان). وإذا التحديات مهولة، والقادم اكثر رعبا من الحاضر مالم تتخلق قوى حقيقية تنتمي للوطن وليس لمشروع فئة تتملكها طبقة مستفيدة. في هذا الاتجاه المعباء بالبارود، القابل للإنفجار من جديد لابد من استحضار مكامن الوعي بمانحن فيه، وبما يجب العمل من أجله، وببعد وطني لامجال فيه للمداهنة وترحيل الأزمات.
بدون ذلك ستجد الطبقة المستفيدة نفسها والتي نمت وترعرعت في زمن الحرب، هي أول الخاسرين وماكان مخبأ ومسكوتا عنه في زمن الحرب صار مكشوفا، بماقد يجعلها تتجه نحو صراع خفي ومعلن فيما بينها، وبضغوطات الواقع وتحدياته، ربما تقع في ذات اخطاء النظام السابق الذي فككته المصالح، كما جمعته سابقا.
المسألة إذا هي الوعي بسؤال ماذا بعد؟ وماهي الخطط التي تمكن الجميع الاشتغال من اجل يمن لامجال فيه للوصاية والاقصاء والإدعاء.؟ وطرح السؤال اللينيني.
مالعمل من اجل تجاوز مخرجات الحرب المشئومة؟ ومالعمل من أجل تسييد النظام والقانون على ماعداه من قوى مجتمعية متمصلحة ؟ ومالعمل من أجل تحقيق العدالة بين الجميع؟ ماهي مشاريع القادم؟ وكيف يتاح للقدرات والكفاءات العمل بغض النظر عن مواقفها وأديولوجيتها؟ وماهو موقع المثقف العضوي كماهو عند (غرامشي) في استنهاض أمة من أجل المستقبل؟ اسئلة عديدة ربما قدلايقع عليها اصحاب القرار ولكنها تفرض نفسها مع قادم معباء بكثير من المخاوف، مالم يجري العمل على إعادة صياغة دور المجتمع في السلم، وهو التحدي الأكبر لما بعد الحرب.